لحلو لِبنكيران: ألهاكم المخزن حتى صرتُم تتفننون في الانحناء له
طالب المخرج السينمائي نبيل لحلو، رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، بتحمل مسؤوليته كاملة في الإصلاح أو تقديم استقالته، معتبراً أن حزب العدالة والتنمية سيفوز بولاية جديدة لأن "المخزن صار راضياً عنه وعن انحنائه الدائم له"، منتقداً كذلك وزير الاتصال، مصطفى الخلفي، قائلاً إنه لا يملك القدرة على تغيير واقع السينما القنوات العمومية، وأن الفساد في هذا القطاع، لا زال هو نفسه، كما كان عليه الحال في عهد وزير الداخلية الأسبق، إدريس البصري.
نبيل لحلو، المخرج السينمائي المثير للجدل، قال في رسالة مطوّلة توّصلت بها هسبريس، إن الفساد لا زال مستمراً في عهد الملك محمد السادس رغم بعض الحريات التي يتمتع بها المغاربة مقارنة بالعهد السابق، وما يؤكد ذلك حسب قوله، هو عدم رغبة حزب العدالة والتنمسة الاصطدام مع الحاكم الفعلي للبلاد والعباد، معتبراً أن حديث بنكيران عن كونه أتى ليخدم البلاد تحت حكم الملك، حديث يليق برئيس حكومة "سلطان الطلبة" وليس رئيس الحكومة المغربية.
وأضاف لحلو أن بنكيران لا زال ينتظره إصلاح أكثر من 90% ممّا ورثه عن الحكومات السابقة، ومن الممكن أن يقضي على الفساد ما دام الشعب المغربي سيقف إلى جانبه، إلا أنه برهن على قدرته السريعة في فهم فلسفة المخزن العميقة وانسجم مع أسلوبه في تسيير أمور البلاد والعباد، ليقول لحلو: "ألهاكم المخزن حتى أصبحتم منشغلين بأشباح المؤامرات الوهمية المتعددة التي تدبر في السر وتحبك في الخفاء على أيادي أعدائكم من عفاريت وتماسيح، ألهاكم المخزن حتى صرتم تتفننون في الانحناء له وأمامه لتربحون ثقته وتستحقون رضاه".
وعن صمته في العقود الماضية، قال لحلو إنه كان مضطرا إلى ذلك بسبب الفساد العام الذي كان سائدا في أنحاء البلاد، الناتج عن النظام الفاسد الذي لم يجد وسيلة لمحاربته وإدانته سوى الكتابة المسرحية، خاصة وأن عدداً ممّن نددوا بهذا الفساد، كان مصيرهم السجن أو التصفية الجسدية، ومنهم الاتحادي عمر بن جلون، محمد برادة المدير السابق لجريدة "لوبنيون"، والقبطان مصطفى أديب.
وطالب المخرج السينمائي، من بنكيران أن ينفتح أكثر على الثقافة والفن، وأن يحضر العروض المسرحية والسينمائية، مؤكداً أن فيها منفعة كبيرة له ولإخوانه وأخواته، وذلك من أجل القضاء على التخلف والتطرف الديني، محيلاً على ما وقع في الناظور من تبادل قبلة "حب بريئة" بين مراهقين، وكيف سيؤثر ذلك في نفسيتهما طيلة حياتهما، في وقت، يستطرد لحلو، لا تتوفر الناظور فيه على قاعة مسرح واحدة ولا على قاعة سينما واحدة.
وأبرز لحلو في رسالته أن حزب العدالة والتنمية سيفوز بولاية جديدة "لأن المخزن في حاجة له، وأصبح يحبه"، وبالتالي، فعليه ألاّ يخيّب آمال المغاربة، وعلى بنكيران أن يكف عن التستر وراء الملك كلما سكنه الفشل، وأن يتوقف عن القول "إني للملك وإني إليه راجع كلما أصابتني مصيبة"، فإما أن يتحمل مسؤوليته بكل جرأة، وإما أن يقدم استقالته.
وانتقل المخرج السينمائي، إلى الحديث عن ما يعتبره فساداً في قطاعيْ السينما والإعلام العمومي، معتبراً أنه لا زال مستشرياً في عهد بنكيران، دليله على ذلك، هو عدم قدرة وزير الاتصال، مصطفى الخلفي، على اقتلاع الرؤوس التي صنعت الفساد: "لقد برهن الخلفي على تخلفه الفكري عندما اعتقد أنه قام بثورة جبارة تلفزيونية بجعل "دوزيم" تبث الآذان خمسة مرة في اليوم" بينما لا زال التلفزيون على حاله كما تعودنا عليه في عهد إدريس البصري، وزير الداخلية الأسبق، ولا زالت الرداءة تعم برامجه وسهراته. يقول صاحب فيلم "شوف الملك في القمر".
واستطرد لحلو أن الخلفي لا قوة ولا قدرة له في تغيير الوجه القبيح والمتخلف لقنواتنا العمومية، وإلا فعليه فرض سياسية تلفزيونية وسينمائية جديدة، ومن هذه السياسة، إغلاق الباب أمام "الإداريين والمعلمين والأساتذة الفاشلين" الذين صاروا يعتبرون أنفسهم مخرجين وتعطى لهم ملايين دراهم ليصنعوا أعمالا تافهة، ومنهم عدداً من المخرجين الذين قال لحلو إنهم أصدقاء لنور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، الذي أشرف على مغادرة منصبه.
لا تعليقات في " لحلو لِبنكيران: ألهاكم المخزن حتى صرتُم تتفننون في الانحناء له "