أيها العبيد عودوا إلى نباحكم فلكم المزيد من الوقت!؟
رغم الأمل الذي كان معقودا على الانتخابات الجماعية ل4 شتنبر 2015 لكونها أتت في ظروف وطنية ودولية أقل ما نقول عنها أنها كارثية وفي وقت كنانظن على أن منسوب الوعي الشعبي سيغير قوانين اللعبة. وسنشهد صحوة شعبية ستقتلع المفسدين وتخرج هم من اوكارهم، الا ان النتائج كانت مخيبة للامل والانتظارات. رغم أن هذه الانتظارات واقعية وتستند الى منطق التاريخ والجغرافية.سيما بعدالتطورات التي عرفتها منطقتنا، والتي أطاحت بفراعنة مستبدين ، كنا نعتقد حتى الأمس القريب أن ازاحتهم من اهراماتهم هو بمثابة معجزة . لكنهم تساقطوا كاوراق الخريف .الا ان التقييم الموضوعي لهذه الانتخابات اوصلنا إلى خلاصات صادمة تسائل الذات الفاعلة أخلاقيا وانطولوجيا .حيث تبين لنا من خلالها أن طموح التغيير أصبح بمثابة ويوتوبيا افلاطونية لا أساس لها على أرض الواقع،وذلك لسببين اثنين. اما أن شروطه الموضوعية لم تنضج بعد، واما لأننا لدينا استعداد فطري ونفسي لتقبل العيش تحت وطأة العبودية . والأخطر من ذلك الدفاع عنها باستماتة. مما فتح الباب على مصرعيه على سيل من التأويلات التي تسير في اتجاه اعطاء المشروعية للخطاب القدري الحتمي الذي يشرعن الفساد والاستبداد والتخلف ويقتل كل فعل إرادي حر قادر على الرقي بإنسانية الإنسان وذلك باسترداد كرامته المفقودة .
إن استعراضا سريعا للخطابات الرسمية والغير الرسمية التي تشخص الوضعية السياسية الراهنة قصد فهم وتفسير التمثلات المرتبطة بتدبير الشأن العام، تجعلنا نستنتج على أن هناك انعدام تام للثقة لدى الجميع في السياسة والسياسين، لان غايتها لم تعد غايةهمها بالدرجة الاولى الانسان بل أصبحت وسيلة للاغتناء الغير المشروع. وهذا يتضح بالملموس في نقاشاتنا اليومية التي تحاكم وتجرم مع الأسف كل الجاثمين على مسرح تدبير الشأن العام وتصفهم باوصاف ونعوت نستطيع من خلالها أن نستنتج ان الوعي تجذر في بني البشر. وان الحس الثوري قد وصل إلى مرحلته الاخيرة ولم يتبقى إلا الانفجار .لكن كل هذه الهرطقات تسقط عند أول فرصة من الفرص القليلة التي تمنح للفرد الحق في تقرير المصير. فعوض ترجمة مبادئه وتوجهاته إلى سلوكات ترقى به نحو الأفضل فإنه يختار الذل والهوان الذي يتغنى يوميا للانعتاق منه . وكأن النقاشات التي تكلمنا عنها مجرد تمثيل على مسرح الحياة لاعلاقة لها بالفكر الحر القادر على التأسيس الحقيقي للفعل الإنساني.
فالمقاربات العلمية الموضوعية التي تؤمن بحتمية التغيير شريطة توفر الشروط الموضوعية لذلك رغم وجود قوى قاهرةلا تتطلب منا مقاومة فحسب بل حروب على كل المستويات وخصوصا الثقافي منها لماذا؟ لأنها تسائل الوعي وتحاكم كل المتناقضات التي عشعشت في الأذهان وحفرت في ذاكرة الإنسان المقهور بشتى الوسائل . وتقطع الطريق عن استمرار التحالف المقدس بين العبد والسيد ،الغني والفقير، الأمين والخائن. ..... هذا المنطق الذي يكرسه الحفاة العراة يوميا. لكن يجب التأكد بأنهم عادواإلى صراخهم ونباحهم بعدما باعوا مستقبلهم ومصيرهم لزمن ليس بالقليل لمرتزقة باتوا إلى أمس قريب يصفونهم باللصوص و المفسدين.
لا تعليقات في " أيها العبيد عودوا إلى نباحكم فلكم المزيد من الوقت!؟ "