.
قائمة

تاونات:المجلس الجماعي بعين مدىونة والأسئلة المعلقة

سير ضيم /تاونات الأن
في ظل الدستور الجديد وفي زمن انتقلت فيه التجارب الديموقراطية إلى التشاركية و التخطيط والتدبير مع المواطنين عبر ممثليهم أكانوا منتخبين أو جمعيات مجتمع مدني فعال وذو قوة اقتراحية بالكثير من المناطق النامية ،يأبى النهج الرئاسي بعين مديونة  إلى أن يكون مؤدبا لكل من يخالفه الرأي،فكما أن المجلس الجماعي  لا معارضة له ، وهو ما يسهل المرور بالرأي الواحد والفريد  إلى المصادقة بالإجماع، وهو ما يجعل التقارير في الدورات تكون متشابهة في صياغتها، حيث لا نقاش ولا حوار ،وكل شيء يمر بالإجماع ، وهذا خلل يرمي بضلاله على تجربة مجلس أحادي الرؤية ، والعيب الأكثر أن صناع هذه التجربة الفريدة في المغرب ، أصبح هاجسهم أن لا تكون معارضة حتى على مستوى الشارع ،ولا على مستوى المجتمع المدني ولا حتى عبر الصفحات التي تعنى بالشان المحلي،وهو ما خلق نوعا من الارتزاق لدى بعض الهيآت المدنية وليس كل الهيآت وبعض الأفراد ، وولدت أسماء منبطحة لهذه الغايات ،تستمد طاقتها وإشعاعها من رضا ولي النعم …في حين يؤخذ الثأر البليد   لإسكات الإختلاف. لقد حدد محمد عابد الجابري التنمية على أنها لا تعني النمو الإقتصادي كما قد يتوهم الكثيرون ،ولكن التنمية الثقافية أساسية في المجتمعات ماقبل الرأسمالية والتي يسمونها تجاوزا في طريق النمو، فالثقافة محدد أساس،ومن الثقافة أن يكون الإنسان محاورا جيدا،والحوار الجيد هو الذي يوصل الطرفين المتقابلين الى خيارات ترضي الجميع بالشكل الذي يحترمن القانون ويوضح الرؤى،فكثيرا ما يقول المسؤولون جملة شهيرة : باب الجماعة مفتوح للجميع. لا يكفي أن يكون الباب مفتوحا للجميع ،بل الأهم أن تكون الرؤى والحلول واضحة لا غبار عليها في أي نقاش وحوار بناء، “نعم” هي “نعم” للأسباب التالية ،و”لا” تبقى هي “لا” مع توضيح الأسباب المانعة هل هناك شيء أفضل من التدبير بالحكامة التي تعني كل الوضوح والواضح ايضا ان المكلس من خلال خرجاته وكيفية تعامله مع معارضيه يريد محاورين منبطحين مصفقين مهللين مطبلين مزمرين؛ فكيف سيعقد لقاءا مع الطلبة بطعم انتخابوي يقصى(بضم الياء) منه كل صوت مخالف وكيف قرر المجلس تحويل جزء من دار الثقافة الى قاعة للحفلات دون استشارة مسبقة مع الفاعلين؟ وكيف سمح المناصرون لأنفسهم بتعليل القرار كون دار الثقافة لا يلجها احد ولا انشطة تقام فيها؛ و هل حاضر الجامعيون في الدار بتنسيق مع المجلس الجماعي، هل دخلت فرق مسرح محترف إلى منشآت الدار ،هل أحيت المنشأة نفسها كدور مشيعة لثقافة التسامح عبر تكوين وجلب الشباب الذي يضيع جل أوقاته بحثا عن الفسحة والمتعة والإدمان…؟ هل بسط المجلس أفكاره وبرامجه وآفاق عمله دون إدماجها مع المبادرات المنفصلة للمؤسسات العمومية ودون اعتماد مشاريع الدولة في دعايته،و هل فصل المجلس القول بدل أن يلتبس على الناس ما للمجلس وما لغير المجلس..؟ هل المنح هي حق أم إكراميات وريع مقابل الولاء الأعمى؟
لماذا يعتبر المجلس ميزانية المهرجان ولائحة المسفيدين من الإنعاش سر من اسرار الدولة ولا يريد الإفراج عن المعلومات المتعلقة بهما رغم ان الدستور في فصله 27 ينص بالحرف على أن «للمواطنين والمواطنات الحق في الحصول على المعلومات الموجودة في حوزة الإدارة العمومية، والمؤسسات المنتخبة، والهيئات المكلفة بمهام المرفق العام٠٠٠».

شارك :

تاونات الآن

جريدة الكترونية مستقلة مواكبة لكل جديد

لا تعليقات في " تاونات:المجلس الجماعي بعين مدىونة والأسئلة المعلقة "

  • لمشاهدة الإبتسامات اضغط على مشاهدة الإبتسامات
  • لإضافة كود معين ضع الكود بين الوسمين [pre]code here[/pre]
  • لإضافة صورة ضع الرابط بين الوسمين [img]IMAGE-URL-HERE[/img]
  • لإضافة فيديو يوتيوب فقط قم بلصق رابط الفيديو مثل http://www.youtube.com/watch?v=0x_gnfpL3RM