تاونات:قبائل بني زروال بين الجوع والعطش والخوف.
كنوني محمد /تاونات الأن
منذ القدم اشتهرت قبائل بني زروال العالمة بحفظ القرآن وتدارس مضامينه، بالإضافة إلى أنشطتها الفلاحية التي تتجلى في الزراعةوتربية المواشي حيث كانت تكثر فيها حدائق وبساتين الرمان والعنب والتين والزيتون حيث أن كل من كان يزور هذه المنطقة كان يخيل له أنه في جنات الخلد. وكانت ساكنتها تعيش في تعاون وايخاء و محبة.لكن كل شيء اصبح في خبر كان بعدما دخلت العشبة الخبيثة إلى أرضه.فقد تفككت الروابط الاجتماعية وطفت على السطح ظواهر اجتماعية خطيرة تهدد أمن وسلامة ساكنتها أما الأرض فقد أصبحت قاحلة جرداء لأن الساكنة أهملت كل أنشطتها السابقة واتجهت نحو زراعة خردالة وما أدرك ماخردالة. هذه النبتة التي خردلت كل شئ جميل على هذه الأرض بمافيها الإنسان والحيوان والنبات. . فقد أغلقت المدارس والكتاتيب القرآنية وفتحت حسينيات بالمعنى الشيعي (حوانت صغيرة)يجتمع فيهاالشباب اليافعين مسلحين بالسبسي والمطوي وباحلام في ذاكرتهم لا قيمة لها ولامعنى على ارض الواقع.
ساكنة بني زروال منذ حصادهم السنوي لهذا المحصول ينتظرون بشغف كبير لمن يبيعونه لكن دون جدوى.لكون أن ثمن النبتة اندحر بشكل كبير بحيث أصبح لا يغطي حتى مصاريف تبن الحمار الذي ازدادت اتعابه مع قلة الماء الذي أصبح الجزء الكبير منه يستعمل لري هذه النبة مما جعله يستنزف الفرشة المائية . بالإضافة إلى تنامي هاجس الخوف الذي يؤرق كل الساكنة لأنهم بفعلهم هذا أصبحوا متابعين قضائيا . ولم يعد بودهم حتى الذهاب إلى الشرطة لسحب بطاقة التعريف الوطنية التي تعتبر علامة المواطنة بامتياز.
وأخيرا هذه القبائل تضاعفت معاناتها مع الجوع والعطش والخوف حيث أمست تعيش في نفق مظلم يتطلب رؤية استراتيجية متكاملة من طرف الجهات المسؤولة. أما السياسيون فإنهم بدأو يضربون على هذا الوتر الحساس الذي يتجلى في إطلاق خطاب شعبوي هدفه شرعنة هذه الزراعة غير المشروعة اصلا حتى يتسنى لهم الاستفراد بهم وجعلهم مطية لقضاء مآربهم الخاصة. ولنا عودة في الموضوع.
لا تعليقات في " تاونات:قبائل بني زروال بين الجوع والعطش والخوف. "