آخبار الموقع
recent
قائمة

مشاهدة "المواضيع القديمة"

مشاهدة التسميات "كلمة العدد"

انقلاب حافلة بتطوان تخلف العديد من القتلى والجرحى.

13‏/09‏/2015 / لا تعليقات

تاونات :اجتماع النقابات الأكثر تمثيلية يوم غد لتدارس سبل الردع المذكرة المشؤومة التي اصدرتها الوزارة لتدبير الفائض والخصاص.

/ لا تعليقات

الــبــوانــــديـــــــة

16‏/08‏/2015 / لا تعليقات

- تاونات اليوم - بقلم محمد كنوني
ان المتتبع للشأن السياسي في هذا الاقليم يدرك بالملموس مدى الانحطاط والعبث الذي وصل اليه الفعل السياسي. فقد أصبح نثنا ومقرفا الى درجة أن المرء يحس بالغثيان كلما حاول فك لغزه والاقتراب من دهاليزه وتقييم نتائجه . لكن كل هذا لا يدخل في اطار المفاجأة بل هو معروف مسبقا نتيجة طبيعة النخب السياسية المسيطرة على زمام الامور. حيث كان همها ولايزال هو الاغتناء الفاحش على حساب معاناة وآهات المغلوبين على أمرهم .هذه الطغمة التي لا تربطها بهذا الاقليم إلا المصلحة الذاتية المجردة من كل القيم الانسانية النبيلة. تدافع بلا هوادة من أجل ارجاع عجلة التاريخ الى الوراء. فالزائر لهذا الجزء من المغرب المنسي يدرك جليا أن لا شيء تغير فيه منذ الاستقلال حتى الان وكأنه غير خاضع لسنن التطور الكونية لسبب وحيد يتجلى في سلوكات البواندية المتربعين على شؤونه الذين أعدموا فيه كل شيء يمكن أن يحرر الانسان التوناتي من أغلال الفقر والجهل فقد أجهزوا على كل شيء ، التنمية، الامل ،الأحلام الجميلة ،وحتى الأفكار المبدعة القادرة على إخراجه من براثن التخلف والحكرة. ولم يبقى لهم الا تحويله الى سجن كبير وذلك ببناء سور فولاذي كما فعلت اسرائيل بالفلسطينيين. فالشيء الذي يتقدم في هذا البلد هو التخلف والركود، باستثناء الارصدة في البنوك فهي ترتفع بشكل يثير الدهشة والاستغراب.
إن هؤلاء الطغاة لا يتعاملون مع المواطن التاوناتي كمواطن يحتاج الى قدر من العزة والكرامة. بل يعتبرونه مجرد رقم يلجؤون اليه عند كل موسم انتخابي مستندين على تقنياتهم الهائلة في المكر والخديعة والكذب، مستغلين كذلك الثالوث المشؤوم المتجلي في الفقر والجهل والامية .حيث يعتبرونه كشرط موضوعي لاستمرارهم وبقائهم . لذا نجدهم مخلصون في الحرص على ديمومته لا نهم يدركون تمام الادراك أنه هو الضامن الحقيقي لاستمرارهم. فالكوجيطو الوحيد الذي يؤمنون به ويشرعنون به جرائمهم ، هو جواع كلبك ايتبعك، لكنهم مخطئون لأن كل الوقائع التاريخية فندت هذه الفكرة وبرهنت أن الكلب إذا جاع ففي غالب الاحيان يلجأ إلى العض.
هؤلاء الجهلة انصاف الرجال يفتقدون لحس الشهامة والمروءة، لأنهم لم يبنوا مستوصفا ،ولا مدرسة ،ولم يفكوا العزلة عن دوار واحد من الدواوير النائية، ولم ينفذوا مشروعا واحدا من مشاريعهم الانتخابية الكاذبة مند الاستقلال حتى اليوم ،ولم يواسوا فقيرا، ولم ينصفوا مظلوما، كل ما فعلوه هو تحويل هذا الاقليم إلى رهينة يستغلونها لتمرير مخططاتهم الدنيئة وأجندتهم الشخصية .
لكن لابد من التذكير بهمومهم الحقيقية، وسبر أغوار يومياتهم السياسية ،حتى يكون القارئ ملما بما يحدث من عجائب وغرائب في هذا الاقليم. فمنهم من همه الوحيد هو ربح أربع او خمس جولات من الكارطة يوميا، وعندما ينتهي من هذه الشعائر، يفتح نقاشا مسؤولا حول الطريقة التي ستمكنه من ديمومة الانتصار في جولاته البلوطية مع نخبة من مستشاريه الذين يعتبرهم خبراء في هذا المجال. والأخر فمهمته هي المشاركة الفعالة في جنازات الأموات أما الاحياء فقد انقطعت صلته بهم عشية اعلان النتائج الانتخابية حيث تفرغ بعد ذلك لعملية الدفن ليس دفن الموتى فحسب، بل دفن الامال والتطلعات والحقوق.
اما الباقون فلا وقت لهم لسماع انين واهات الناس لأنهم منهمكين في إنجاز مشاريعهم في كل من مدن الرباط فاس والدار البيضاء ،معتمدين على ما غنموه من السياسة وأعمال اخرى. وأمام هذه الانشطة العظيمة لهؤلاء سنقول كلمتنا بالدارجة حتى تفهم من طرف الجميع طلاع يا بلاد طلاع . وفيما يتعلق بمناقشة قضايا الشأن العام والوقوف على الحاجات الملحة للمواطنين فهي مجرد ترف ومضيعة للوقت بالنسبة إليهم. لأنهم يعتبرون هذه المنطقة مجرد غابة يقطنها وحوش لهم القدرة على العيش والتكيف مع أشد الظروف قساوة فهم قادرون على تدبر أمورهم بشكل بدائي ولا حاجة لهم لا الى التطبيب ولا الى التعلم، ولا إلى الترفيه ،ولا إلى شيء أخر. بل كل ما يحتاجونه يمكن اختصاره في أشعة الشمس لتجفيف التين، والمطر لزرع الحبوب، وهذان مطلبان مرتبطان بالعناية الالاهية و لا دخل للسياسي بهما لا من قريب ولا من بعيد.
لكننا نؤكد ان الحكمة الإلاهية ستجبر هؤلاء البواندية على المغادرة فقد فقدوا كل ارصدتهم في المجال الانساني ولم يبقى لهم الا التنحي ونسيان هذا الاقليم لأن لعنته ستطاردهم اينما حلوا وارتحلو.