قائمة

تاونات: لصوص كنوز صنهاجة

سر ضيم /تاونات الان
قبيلة صنهاجة مثل جل المناطق التاريخية، تكون محط أطماع الكثير من لصوص الآثار والكنوز (منهمم مثقفون وبعضهم فقهاء وسياسيين ووجهاء البلدة وحتى بعض رجال السلطة) التي يكون بعضها مدفونا بإحكام بطرق وأماكن لا تخطر على بال الإنسان العادي. لكن هؤلاء اللصوص ليسوا أناسا عاديين، بل  ان هؤلاء هم شبه مافيا، يعملون بكل سرية وفي صمت شديد، عملية اختيار المكان ليست سهلة، بل لديها أناس متخصصون يفضلون تحديد الأمكنة وبيع المعلومات  لأشخاص آخرين يتولون العمل الميداني مثل الحفر أو غيره، هؤلاء  ، يعتمدون في بحثهم على الكتب التاريخية القديمة، وعلى فك رموز بعض المخطوطات التاريخية، التي تقع تحت أيديهم وتحوي بعض الأماكن التي يعتقد أنها استعملت لأغراض معينة فأصبحت مهجورة مع الزمن (التقييدة). أما النوع الآخر فهو يعتمد على الروايات الشفهية والأساطير التي تتعلق ببعض المواقع التاريخية، أو المنازل المهجورة والأضرحة ، لكنهم أساسا يعتمدون على قبور قديمة يعتقد أنها استعملت لدفن الكنوز وليس الموتى ولا غرابة ان جل الاضرحة إن لم اقل كلها وفي جميع دواوير صنهاجة تم الحفر فيها. وبعد تحديد المكان يتم المرور الى المرحلة التالية وهي الرصد والتنقيب، وهما عمليتان جد معقدتان حيث تتطلبان الكثير من السرية وتجنب أن ينكشف أمرهم سواء لدى الساكنة أو السلطات المحلية إن لم تكن طرفا في العملية، حيث تعتبر هذه العمليات غير قانونية، لأنها تتطلب ترخيصا مسبقا.ومن أجل ضمان السرية عادة ما يتم الإستعانة بأحد سكان الدوار القريب من موقع العملية بمقابل، ويكون دوره في تحديد الوقت المناسب للعملية وخاصة حين تغيب حركة تنقل السكان، وغالبا ما يتم اختيار أوقات الليل حيث الظلام، أو يتم اختيار يوم ماطر حيث يحد السكان من تنقلاتهم، وبالتالي تسهل عملية التنقيب في سرية تامة.وقبل المغامرة بحفر الأرض يتم القيام بعمليتين، الأولى وهي حديثة تتمثل في الإستعانة بأجهزة الكترونية حديثة تقوم بتحديد موقع وعمق ونوعية الكنز أو المعدن تحت الأرض خاصة أن أنواعا صينية منها باتت موجودة بالسوق الوطنية. الطريقة الثانية وهي الأكثر شيوعا، فهي طريقة الشعوذة، أو استعمال الروحانيات، حيث يحضر شخص فقيه ، ومعه بعض الأنواع من البخور والمواد الأخرى، لكن هذه الطريقة تشوبها الكثير من التلاعبات والتجاوزات، وخاصة عندما يدعي بعض هؤلاء الفقهاء ان الكنز محروس من قبل الجان، ولن يتمكن الإنس من الاستحواذ عليه الا بشروط، حيث تنهال الطلبات التي لا تنتهي وشحال من واحد تصيد ههه.هؤلاء الذين يسمون أنفسهم صيادي الكنوز، بينما يسميهم السكان المحليون بلصوص الكنوزوالذين باتوا معروفين، مازالوا يمارسون أنشطتهم بعيدا عن أية رقابة أو محاسبة أو ملاحقة، فهذا المجال يستحق من الدولة أن تعيره المزيد من الاهتمام، وتخصص جهازا  تكون مهمته حماية ثرواتنا الوطنية وكنوزنا التي هي جزء من تراثنا وثقافتنا الصنهاجية فبعض ما يتم العثور عليه من قطع نقدية وحلي وأواني لا تقدر بثمن، ومكانها في المتاحف الوطنية وليس في أفران تذويب المعادن.

شارك :

التسميات:

تاونات الآن

جريدة الكترونية مستقلة مواكبة لكل جديد

لا تعليقات في " تاونات: لصوص كنوز صنهاجة "

  • لمشاهدة الإبتسامات اضغط على مشاهدة الإبتسامات
  • لإضافة كود معين ضع الكود بين الوسمين [pre]code here[/pre]
  • لإضافة صورة ضع الرابط بين الوسمين [img]IMAGE-URL-HERE[/img]
  • لإضافة فيديو يوتيوب فقط قم بلصق رابط الفيديو مثل http://www.youtube.com/watch?v=0x_gnfpL3RM