متابعة/تاونات الأن
إن الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية المجتمعة يومه الأحد 19 يونيو2016 بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بتاونات، من أجل التفكير في خلق أداة للعمل الجماعي الوحدوي الميداني، وذلك لفضح الفساد والمفسدين، والتصدي لكل الخروقات والتجاوزات، والنضال من أجل المطالب العادلة والمشروعة لساكنة تاونات بكل فئاتها. وبعد وقوفها على الوضع الكارثي بالمنطقة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية. حيث لازالت السلطات المخزنية تتحكم في الحقل السياسي عبر التدخل في العملية السياسية في كل مراحلها، من أجل إفسادها ومن أجل الحصول على مجالس ومنتخبين على المقاس. ولازال الفقر والهشاشة يستفحلان يوما بعد يوم بالإضافة إلى البطالة والبطالة المقنعة نتيجة غياب المشاريع التنموية المدرة للثروة وفرص الشغل، فمعظم الساكنة تتعاطى للعمل الموسمي خصوصا في حقول القنب الهندي بمنطقة كتامة، وورشات البناء وشركات التدبير المفوض (الأمن والنظافة) وهي كلها مجالات للعمل الهش وغير الخاضع لمراقبة الدولة ولا لقوانين الشغل ولا للحماية الاجتماعية....ولازالت الخدمات العمومية الاجتماعية كالتعليم والصحة في تراجع مستمر نتيجة توجه الدولة إلى الانسحاب من هذه المجالات انبطاحا للقرار المالي العالمي، وتماشيا مع نهجها النيوليبرالي المتوحش والذي تبنته أيضا حكومة المتأسلمين، زد على ذلك النقص الحاد في التجهيزات الأساسية كالطرق والماء الصالح للشرب والصرف الصحي...كل ذلك مقابل الارتفاع المهول في أسعار المواد الأساسية ، الناتج عن رفع الدعم العمومي وعن المضاربات، وعن ارتفاع كلفة النقل لأن الإقليم مستهلك وكل المواد تأتيه من خارجه. وهذا التدهور في الأوضاع هو ما يدفع الساكنة إلى الاحتجاجات شبه اليومية أمام مقر عمالة تاونات (ساكنة بني وليد، بوعروس، الكلسة الحايلة، عين عائشة، عاملات النظافة بالمؤسسات التعليمية...).ولا زال المجال الثقافي يعرف قحطا غير مسبوق بتاونات، وهو نتيجة لكون السلطات المخزنية تشجع وتقدم كل أشكال الدعم لثقافة الميوعة والرداءة
( الشيخات والشطيح والرديح وزيد دردك...)، بينما تضع كل العراقيل أمام الجهات والمبادرات الجادة من الحرمان من الدعم العمومي إلى المنع من استغلال القاعات العمومية.....ولا زالت تاونات أيضا تعرف مشاكل بيئية جمة بدءا بالتقلص المطرد للمجال الغابوي، مرورا بمخلفات معاصر الزيتون الملوثة للمياه السطحية والجوفية، وصولا إلى إشكالية المطارح العمومية والصرف الصحي، مما يجعل الساكنة معرضة باستمرار لكثير من المشاكل الصحية الناتجة عن هذا التلوث.
وأمام هذه الأوضاع الكارثية، انطلاقا من مسؤوليتها النضالية والأخلاقية، فإن الهيئات المجتمعة:
1- تثمن هذه المبادرة الوحدوية، وتدعو إلى مزيد من التماسك ورص الصفوف وتجاوز الخلافات من أجل النضال الوحدوي الجماعي لتحقيق المطالب العادلة والمشروعة لساكنة تاونات بكل فئاتها.
2- تعلن عن تضامنها اللامشروط مع كل الحركات والأشكال الاحتجاجية التي تخرج بشكل يومي للدفاع عن حقها، في الطرق، في الماء الصالح للشرب، في الشغل، في السكن، في العدل، في التعليم، في الصحة، في الحماية، في الأمن...على سبيل الذكر لا الحصر نضالات ساكنة بني وليد، ودوار بازلة بعين عائشة، ودوار الدشارة باولاد داود، والمعركة البطولية لعاملات النظافة بالمؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية بتاونات.
3- تدين بشدة كل التدخلات العنيفة للسلطات الأمنية لتفريق التظاهرات السلمية بالقوة، مثلما حصل مع عاملات النظافة، لأن التظاهر السلمي حق تقره الشرعة الدولية من خلال مواثيق ومعاهدات صادق عليها المغرب.
4- تدعو السلطات الإقليمية للاستجابة الفورية لكل مطالب الساكنة، بتوفير الماء الصالح للشرب بالدوواوير المحرومة، وفك العزلة عن الدواوير المعزولة والمهمشة، وإعمال القانون وتفعيل اللجنة الإقليمية لنزاعات الشغل بالنسبة لملف المنظفات.
5- تعلن استعدادها لخوض النضال الوحدوي لفضح كل أشكال الفساد والمفسدين، والانخراط في كل الأشكال الاحتجاجية التي تخوضها الساكنة، والتصدي لكل التجاوزات والخروقات ، والدفاع عن المطالب العادلة للساكنة بكل فئاتها.