التراث و سؤال التطور
محمد بوعزة
طرح سؤال التعامل مع التراث في كل الحضارات خلال مرحلة النهضة بها ، بحيث اصطدمت النخب باختيارين : اما القطع مع التراث وركوب النمط العصري والسائد والذي يمثل معياريا نموذجا للتقدم ( وفي حالة التاريخ المعاصر شكلت الحداثة الراسمالية الاوربية مركزا نموذجيا في هذا الصدد ) ،او التعامل مع التراث من منطلق التنقيح والتصحيح واخراجه في حلة جديدة تواكب العصر والانطلاق منه كقاعدة بناء مشروع متكامل ...
... وقد حاول المفكرون المغاربة على هذه الخلفية تشكيل نسقهم الفكري فتوجه محمد عابد الجابري ليدافع على الاتجاه المنادي بالتعامل مع التراث بمنطق اعادة قراءته بادوات العصر ، في حين تبنى عبد الله العروي مسالة القطع مع التراث وان الجواب النهضوي لن يتحقق الا بثورة ثقافية بالرغم من ان الغموض لا زال يلف مشروع العروي فيما تعلق بسؤال النهضة وهو ما جعل العديد يفسرون تحليلاته التي تتعالى الى ان تصبح تلميحا وليس تصريحا بانها منسجمة مع الطروحات الليبرالية المعزولة عن واقعها ، وهو ما جعل كتاباته عصية على الفهم والادراك .......
.... لكن المتغير اليوم هو غياب هذه التساؤلات ليس لانها استهلكت وانما لم تعد قضية النهضة تطرح بملحاحية نظرا لدخول الحالة العربية بصفة عامة في الانكفاء على الذات و انصرام عناصرها الداخلية والابتعاد عن ردود الفعل المنتجة في مرحلة الاستعمار وما واكبه من افكار تحررية ، بمعنى نحن الان امام وضع ثقافي معقد اعاد الامور الى مرحلة الصفر والبداية فكل التراكمات التي شكلتها كتابات المفكرين لم يتم اكمالها او نقدها على الوجه المطلوب اكاديميا على الاقل ، وبالتالي انهيار البنية المشكلة للمدرسة الوطنية في كل المستويات والحقول ارتباطا باهتزاز دور الدولة التي اصبحت راعية للامن والاستقرار بعدما فرض عليها تفويت خدماتها الاخرى للخواص ،وتغير دور النخبة التي اذمجت في نمط انتاج ثقافي ليبرالي ان صح التعبير ، وايضا ارتفاع نسبة الامية وتراجع البعد الوطني اجتماعيا لصالح القبيلة والطائفة ....
...فكل هذه الامور واخرى تؤكد على اننا في مرحلة انتقال من تغليف الذات وتحصينها الى تعريتها وفتح كل النوافد امام ثقافة واستهلاك جديدين ، وبالتالي ستتغير طبيعة الاسئلة المطروحة ، نحو اسئلة تكون محددة بجغرافية ضيقة وباهداف انية ومحددة براغماتيا ،اي اننا امام الاسئلة التي تمنح الجزء اهمية دون ايلاءها للكل والخاص على حساب العام واللحظوي على حساب الرؤيا البعيدة ....ويعود كل هذا الى اننا سنصبح الية الاستهلاك وهدفه وهو لب عملية ما يسمونها عولمة ....
.... وبالرعم من ذلك ، فان حركية التاريخ تفرض ضرورة مقاومة الانسلاخ عن الذات الاصيلة لانه ليس هناك كونية في الحقوق ولا في القتصاد ولا في الاجتماع ... في صالح الشعوب غير الراسمالية ، والتراث بكل تجلياته هو القاعدة الخلفية التي يمكن التمترس بها واستخراج العلل ومداخل هذه المقاومة التي ستشكل لحضة انبلاج فكر النهضة .
.... لكن المتغير اليوم هو غياب هذه التساؤلات ليس لانها استهلكت وانما لم تعد قضية النهضة تطرح بملحاحية نظرا لدخول الحالة العربية بصفة عامة في الانكفاء على الذات و انصرام عناصرها الداخلية والابتعاد عن ردود الفعل المنتجة في مرحلة الاستعمار وما واكبه من افكار تحررية ، بمعنى نحن الان امام وضع ثقافي معقد اعاد الامور الى مرحلة الصفر والبداية فكل التراكمات التي شكلتها كتابات المفكرين لم يتم اكمالها او نقدها على الوجه المطلوب اكاديميا على الاقل ، وبالتالي انهيار البنية المشكلة للمدرسة الوطنية في كل المستويات والحقول ارتباطا باهتزاز دور الدولة التي اصبحت راعية للامن والاستقرار بعدما فرض عليها تفويت خدماتها الاخرى للخواص ،وتغير دور النخبة التي اذمجت في نمط انتاج ثقافي ليبرالي ان صح التعبير ، وايضا ارتفاع نسبة الامية وتراجع البعد الوطني اجتماعيا لصالح القبيلة والطائفة ....
...فكل هذه الامور واخرى تؤكد على اننا في مرحلة انتقال من تغليف الذات وتحصينها الى تعريتها وفتح كل النوافد امام ثقافة واستهلاك جديدين ، وبالتالي ستتغير طبيعة الاسئلة المطروحة ، نحو اسئلة تكون محددة بجغرافية ضيقة وباهداف انية ومحددة براغماتيا ،اي اننا امام الاسئلة التي تمنح الجزء اهمية دون ايلاءها للكل والخاص على حساب العام واللحظوي على حساب الرؤيا البعيدة ....ويعود كل هذا الى اننا سنصبح الية الاستهلاك وهدفه وهو لب عملية ما يسمونها عولمة ....
.... وبالرعم من ذلك ، فان حركية التاريخ تفرض ضرورة مقاومة الانسلاخ عن الذات الاصيلة لانه ليس هناك كونية في الحقوق ولا في القتصاد ولا في الاجتماع ... في صالح الشعوب غير الراسمالية ، والتراث بكل تجلياته هو القاعدة الخلفية التي يمكن التمترس بها واستخراج العلل ومداخل هذه المقاومة التي ستشكل لحضة انبلاج فكر النهضة .
لا تعليقات في " التراث و سؤال التطور "